المجلس الأعلى للجامعات ومايطلبه المستمعون !! تحليل بيانى


لن أتكلم عن قرار المجلس الأعلى للجامعات بوقف التعليم المفتوح نهائيا وإصدار شهادة جديدة مهنية لا تعادل الأكاديمى ولكنها معتمدة ، ولا تسجل فى النقابات ولكنها مغتمدة ، وغير ملزمة فى التعيينات الحكومية ولكنها مغتمدة ، إذن فالواضح أنها معتمدة داخل حرمليك الجامعة فقط وأما خارج أسوار الجامعة فالأختام الموجودة على الشهادة غير واضحة المعالم . 
كما أنى لن اتكلم عن مميزات الشهادة المهنية التى لم نعلم عنها حتى الآن إلا قول الجامعات أنها شهادة موجودة فى كل الدنيا إذن فهى معتمدة !! ، مع أن نفس الكلام قيل عن التعليم المفتوح فى بدايته أنه نظام عالمى ، ثم بعد 25 عام إنحرف التعليم المفتوح عن مساره (من وجهة نظر الجامعات الحكومية والخاصة والنقابات المهنية إلى غير ذلك من المنتفعين من انهيار التعليم المفتوح ) ، ثم تم إلغاء شهادة التعليم المفتوح تماما وليس تطويره كما دَلَّس المجلس الأعلى للجامعات على المجتمع بذلك سابقا .
ولكن كيف لى ألا أتكلم عن تصريح وزير التعليم العالى بتاريخ 26/10/2017 والذى قال فيه : (أنه لا يوجد طالب في أي دولة في العالم يستطيع أن يختار شهادته، مؤكدًا أن التعليم لايدار بهذه النمطية، موضحًا أن التعليم المدمج يقوم على التعليم المهني والتحسين المهني، وعلى الطالب أن يكون على وعي تام على الشهادة المقبل عليها)،كما قال أيضا : (الأعلى للجامعات ليس ما يطلبه المستمعون، وليس من المنطق، أن نستجيب لمطالب الدراسين، ونتجاهل قرارات اللجان العلمية، والتي أقرت الضوابط ) . وجواب الخزعبلات فى عدة كلمات: 
أولا قوله : (لا يوجد طالب في أي دولة في العالم يستطيع أن يختار شهادته ) ، وهذا الكلام صحيح ولكن مصر ليست كأى دولة فى العالم فهى ليست دولة متقدمة تعليميا حتى يرضى الطالب بما فُرِضَ عليه من تعليم ، فالطالب فى الدول المتقدمة عنده ثقه فى المسؤلين عن التعليم ، أما فى الدول النامية وخصوصا فى مصر فهناك عدم ثقة بين الطلاب والتعليم بصفة عامة ، وإلا فالتعليم المفتوح أقرب وخير دليل على ما أقول ، فطالب التعليم المفتوح لم يختار شهادته بل تقدم لها بناء على ما أقره المجلس الأعلى للجامعات ثم ما النتيجة؟؟،  خريجين لهم أكثر من 5 سنين ولا يستطيعون التسجيل فى النقابة ووزير تعليم عالى يمنح شهادة تعليم مفتوح ثم يقول فى الإعلام أن التعليم المفتوح سبوبة وفاشل ؟؟، وكتب ومقررات  التعليم المفتوح لم يتم تطويرها منذ أكثر من 15 سنة حرصا من الجامعة على إخراج المخزون من الكتب أكثر من حرصهم على تحديث التكوين الفكرى لخريج التعليم المفتوح ، إلى غير ذلك من اللامسؤلية من المسؤلين عن التعليم فى مصر .  
ثانيا قوله : ( الأعلى للجامعات ليس ما يطلبه المستمعون ) ، والحقيقة أنه فى هذه الكلمه قام بنسخ هذه الجملة بحذافيرها من حوار قريب جدا لشيخ الازهر رفض  فيه الدعوات المطالبة يترك للمجلس القومي للمرأة سن القوانين، خاصة قانون المطلقة الحاضنة وقال شيخ الأزهر نصا : (في عامي 2011 و2012 حدثت مظاهرات عند أبواب مشيخة الأزهر كانت تهتف بوجوب إعادة النظر في مسألة الحضانة، وكثير من الآباء كانوا يعترضون على سن الحضانة وقانون الرؤية، ظنا منهم أن الوقت مناسب آنذاك لتغيير الأحكام الشرعية، وهذا لم يحدث ولا يمكن أن يحدث ولن يحدث بإذن الله، فالأزهر ليس برنامج ما يطلبه المستمعون) . 
ثم قام شيخ الأزهر بتوضيح لماذا الأزهر ليس برنامج ما يطلبه المستمعون فقال: ( الأزهر الشريف فيما يبلغه من شريعة الإسلام لا يخضع لأي مؤسسة في مصر أو في العالم، أما أن تخرج بعض البلاد على هذا الحكم أو ذاك من الأحكام الشرعية فمن واجب الأزهر إبداء حكم الشرع في مثل هذه القضايا، ولسنا جهة إلزام وليس في أيدينا إلا أمانة التبليغ فقطـ. )
إذن فشيخ الازهر أوضح أنه ليس برنامج ما يطلبه المستمعون ، لأن الأزهر مبلغ عن رب العالمين وليس عن هوى نفس أو محاباة لنقابة أو للجامعات الخاصه كما يظهر من كلام وقرارات المجلس الأعلى للجامعات ووزير التعليم العالى ، إذن لا يصح من وزير التعليم العالى مثل هذا النوع من التقليد اللفظى المنعدم المعنى ، خصوصا أن الشواهد مختلفة مابين الازهر وما بين المجلس الأعلى للجامعات فالأزهر يبلغ عن رب العزة ، أما المجلس الأعلى للجامعات فقراراته ليست آيات من القرآن أو الإنجيل أو التوراة فهى قرارات قابلة للنقد والتعديل خصوصا لو كانت هذه القرارات تعسفية . 
ثالثا قوله : (وليس من المنطق، أن نستجيب لمطالب الدراسين، ونتجاهل قرارات اللجان العلمية، والتي أقرت الضوابط ) ، والحقيقة أنك لو أردت أن تتكلم عن المنطق فليس من المنطق ألا تُشْرِكْ دكاترة الجامعات الذين يقومون بالتدريس لطلاب التعليم المستمر والعنصر الأساسى فى العملية التعليمية فى هذه القرارات ، ليس من المنطق أن يتجاهل المجلس الأعلى للجامعات ملف تطوير التعليم المفتوح سابقا والذى تقدم به أساتذة أفاضل حريصين فعلا على تطوير التعليم المفتوح وليس إلغائه وتشويهه عن عمد كما يتم الآن . 
وأخيرا أتمنى من المسئولين عن التعليم بمصر أن يهتموا بالتطوير الفعلى وليس بالقرارات الإدارية البيروقراطية التى تكدست بها مؤسساتنا خصوصا مؤسسة التعليم العالى والتى لا تسمن ولا تغنى من جوع ، أتمنى أن يتم إشراك الطالب والدكتور  فى تطوير التعليم ، وأنا هنا لا أتكلم عن الطلاب الذين لا يتجاوز عمرهم 22 سنة أو 23 سنة فحسب ، بل أتكلم عن كل طالب للعلم ولو كان عنده من العمر 70 عاما فلربما كان عن طالب العلم السبيعنى من الأفكار ما ليست عند الطالب العشرينى والعكس صحيح . 

تعليقات