لعنة إلغاء التعليم المفتوح تطارد الجامعات المصريه

منذ أن تم إلغاء التعليم المفتوح أو تطويره كما يقولون وأنا أتردد فى الكتابه عن التعليم المفتوح لأن ماأكتب عنه قد تم إلغائه وتم استحداث نظام جديد مطور بديلا عنه (هكذا يقولون) ، ولكن الحقيقة بعد التخبط الواضح فى قرارات الجامعات ممثله فى  المجلس الأعلى للجامعات  وأنا أجد مادة دسمة للكتابه عن التعليم المفتوح بل لا أبالغ إن قلت مادة دسمه فى الكتابه عن مذبحة قلعة التعليم المفتوح على أيدى الجامعات والنقابات والجامعات الخاصه.
إنها لعنه تطارد الجامعات المصريه، فالله عدل ولا يحب الظلم فعن عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا…….)، والجامعات المصرية قد ظلمت طلاب التعليم المفتوح ظلما بينا واضحا وما أكلته من ورائهم هنيئا مريئا فسوف تخرجه رَجِيِعَاً مَقِيتَاً فكل مالٍ نَبَتَ من سُحْتٍ فالنار أولى به .
فالجامعات ظَلَمَتْهُمْ حين لم تقم بتطوير مناهجهم لتواكب مناهج غيرهم ممن لم يدفعوا من الأموال مثلهم (طلاب الإنتظام) ، ظلمتهم حينما أَخَذَتْ أموالهم ولم تصرف على تدريبهم ولو أقل القليل حتى لا يأتى من لا يفقه فى القول شيئا فيقول عن خريجين التعليم المفتوح أنهم لا يدرسون عَمَلِى فى دراستهم وَكَأَنَّ التدريب العملى كان يجرى وراء طلاب التعليم المفتوح فكان الطلاب يرفسونه بأرجلهم ؟؟؟؟  ظَلَمَتْهُمْ حينما تركتهم لِجِزَارِةْ النقابات  للتلاعب بهم وكأنهم خريجين لقطاء لم تكن الجامعة يوما ما أُمَّاً لهم ، ظلمتهم حينما تلاعبت هى نفسها بهم حينما فكروا أن يكملوا دراستهم العليا ، فهنا جامعة تضع لهم شروط عسيرة للإلتحاق بدراستها العليا وهنا جامعة أخرى ترفض قيدهم أصلا فى الدراسات العليا مع أن هذه الجامعات الرافضه لقيدهم هى من منحتهم شهادة التعليم المفتوح؟ بل والعجيب أنها تقبل طلاب المعاهد العليا لعمل الدراسات بها ؟؟
ظلمتهم حينما تركتهم للمصائد الإعلاميه ليقومون بدورها فى الدفاع عن نظام التعليم المفتوح فأصبح لزاما على الطالب أن يدرس ويذاكر ويمتحن ويتخرج ليدافع عن النظام الذى وضعته الجامعه بدلا من البحث عن جنى ثمار تعبه فى أربع سنوات ؟ فى سَاَبِقَهْ إن دلت فهى تدل على مدى تهرب الجامعات من مسؤليتها الأدبيه والإجتماعيه اتجاه خريجيها الذين دفعوا لها من أموالهم  ماكان سببا فى تطوير منشآتها التعليميه وأبنيتها. 
ظلمتهم حينما قامت بعد ربع قرن من إنشاء التعليم المفتوح بإلغائه تماما على أمل أن يخرج نظام جديد يوافق أهواء النقابات التى ترى فى خريجين التعليم المفتوح عبئا على موارد خزنتها ، أو أهواء  الجامعات الخاصه والتى منذ إنشاء التعليم المفتوح والطلاب يفرون منها ومن مصاريفها وتعليمها المتدنى فرار الإنسان الصحيح المعافى من المريض المجذوم  ، أو يوافق  الدوله التى لا تستطيع تحمل مؤهلات جامعيه تطالب بالتعيين فى الوظائف الحكوميه التى هى غير موجودة أصلا على ارض الواقع ؟ .
متى استطاعت الجامعات أن تُرْضِى النقابات او الجامعات الخاصة أو غيرهم من أصحاب المصالح المتعارضه مع أى فكر تعليمى جامعى؟؟ ، فمهما حرصت الجامعات على إرضاء غيرها فلن تستطيع ، يقول الله تعالى لرسوله الكريم (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) وأقول للجامعات قياسا على الآيه الكريمه (وما أكثر النقابات ولو حرصتم براضين) ؟
إنَّ تضاد المصالح ما بين الجامعات من جهة والنقابات والجامعات الخاصة من جهة اخرى لهو تضاد طبيعى وذلك لأنه ليس من مصلحة النقابات أن يتقدم إليها هذا العدد الضخم من خريجين التعليم المفتوح للقيد بنقاباتها وذلك لعدم قدرة موارد النقابات على تحمل أو إدارة هذا الكم من الأعضاء بفعاليه أو لغير ذلك من الأسباب الحقيقيه الخفيه  التى ليس من ضمنها بالطبع أن خريجين التعليم المفتوح دون المستوى كما تدعى النقابات ؟ وإلا فاختبارات القيد هى الفيصل لتبيين الصادق من الكاذب سواء من النقابات أو من الخريجين ،
كما أنه ليس من مصلحة الجامعات الخاصة أن يكون هناك نظام تعليمى معتمد فى ذاته بدون شهادة معادله وأكاديمى وبمصاريف قليلة نسبيا ومن جامعة حكومية والدراسة تكون على أيدى دكاترة الإنتظام  أنفسهم إلى غير ذلك من المزايا التى لا يتوافر ربعها فى الجامعات الخاصة أو قل (الجزارات الخاصه) ،إذن فلماذا تضع الجامعات الحكوميه نفسها فى هذا الموقف المتأزم الذى تحاول فيه إرضاء من يصعب إرضائه من خصوم الجامعات ؟ ولماذا لا تدافع عن تعليمها المفتوح وخريجيها ؟ لماذا لا تواجه بقوة ؟؟
لماذا ألغت التعليم المفتوح ولم تقم بتطوير مناهجه ؟ لماذا لا تستغل الجامعات أبنيتها التى عشش فيها العنكبوت أو التى يسكنها الجن ، من أجل أن تطور التعليم المفتوح كما تزعم ؟ لماذا لا تستمع الجامعات لرؤية دكاترة الجامعات فى التطوير للتعليم المفتوح؟ لماذا لا تستمع الجامعات لرؤية طلاب التعليم المفتوح فى التطوير؟ لماذا عَرَّضَت الجامعات نفسها لهذا الموقف المخزى مجتمعيا فلا هى أرضت طلابها وخريجيها من التعليم المفتوح ولا هى أرضت الجامعات الخاصة والنقابات الخاصه التى ما زال نقيب إحداها يتفاخر بأنه كان السبب فى إلغاء التعليم المفتوح؟ أليس فى هذا مَسَبَّهْ للجامعات؟؟ لماذا أخذت الجامعات هذا الرُكن المُنْزَوِى بعيدا عن الأعين وبعيدا عن المواجهه ؟ .
لماذا هذا التخبط من الجامعات فى هذا النظام الجديد  المولود بعد التعليم المفتوح والذى إلى الآن لا نعرف له ملامح هل هو مهنى أم مدمج ؟ ،  ماهى الإختلافات الفعلية بينه وبين التعليم المفتوح؟؟ أم أن الإختلاف الوحيد للأسف هو أنه غير معادل للشهادات النظامية مثل التعليم المفتوح إرضاءا للنقابات والجامعات الخاصة؟.
إنها لعنه ولن تترككم مالم تعترفوا بأخطائكم (وهذا ليس بعيب) وترجعوا للتعليم المفتوح وطلابه هيبتهم التى ذهبت بسببكم لا بسبب الطلاب الذين لا ذنب لهم إلا أنهم تقدموا ليدرسوا فى جامعاتكم ما قدمتموه لهم ووثقوا فيكم وفى قدرتكم على القيادة ، مازال الطريق أمامكم لإرجاع التعليم المفتوح وتطويره وتنظيمه فعليا لا إسميا  فإصلاح العضو المريض فى جسد الإنسان خيرا من بتره وتركيب عضوا جديدا لا يعمل بنفس كفائه العضو القديم .

تعليقات