نقابة الصحفيين وفوضى التصريحات


قام سكرتير عام  نقابة الصحفيين فى سابقة ليست الأولى من نوعها بالهجوم على خريجين التعليم المفتوح وادعائه بأن التعليم المفتوح يدمر النقابات المهنية فى محاولة للسير على خطى نقابة المحامين فى وقف قيد طلاب التعليم المفتوح وإن كنت أرى أن السبب الحقيقى فى هجوم نقابة الصحفيين على طلاب التعليم المفتوح ليس الكفاءة بل هو بسبب كثرة أعداد خريجين التعليم المفتوح نسبيا (وهذا ليس ذنبهم ولا عيبا فى مستواهم التعليمى )  وعدم قدرة مجلس نقابة نقابة الصحفيين عن ايجاد أفكار خارج الصندوق لزيادة ميزانية النقابة ونفع المنتسبين إليها فضلا عن قبولها أعداد جديدة تكون عبئا ماديا على النقابة  وهذا هو السبب الحقيقى (من وجهة نظرى)  فى رفض طلاب التعليم المفتوح فالنقابة من وجهة نظرى تتمنى أن لو لم يدخل إليها أحد أبدا إلى ماشاء الله والإكتفاء بما لديها من منتسبين وذلك لخلو صندوق نقابة الصحفيين من ميزانية تفيد العضو القديم فضلا عن العضو الجديد .
وهذا فى الواقع هو ماقامت به نقابة المحامين وما صرح به نقيب المحامين لمحامين النقابة عن التعليم المفتوح فقال لمحامين النقابة  لفظا فى محاولة منه لتحريض المحامين على خريجين التعليم المفتوح  (على جثتى قبول خريجى الجامعات المفتوحة لأن عددهم 70 ألفًا”، ولو تم قيدهم سيأكلون الأخضر واليابس وسيحولوننا لشحاتين)،وإن كان هذا ماصرح به نقيب المحامين لفظا فهو ما فعلته نقابة الصحفيين جملة وتفصيلا مع اختلاف الشواهد التى استدلت بها فى محاولة منها فى الإحتماء بحجج ضعيفة وواهية عن عدم أهلية خريج التعليم المفتوح وكأن خريج كلية الزراعة على سبيل المثال (مع كامل احترامى لهم كمهندسين زراعيين )  والمنتسب للنقابة هو مؤهل إعلاميا عن طالب درس 40 مادة على أيدى خبراء فى التعليم على مستوى العالم العربى وكأن اختبار نقابة الصحفيين للقيد بالنقابة غير كافى للحكم على أهلية خريج كلية الإعلام للتعليم المفتوح لتقوم بعدم قبوله من الأساس والإدعاء كذبا وزورا وبهتانا بعدم أهلية هذا الطالب خلافا عن غيره من الذين لم يدرسوا علوم الإعلام أصلا.
إن نقابة الصحفيين كان واجب عليها الإنشغال بتنقية النقابة من غير الدارسين لعلوم الإعلام حتى تكون نقابة الصحفيين إسما على مسمى لا أن تسير بمبدأ خالف تعرف . والناظر بتأنى  لموقف نقابة الصحفيين من طلاب التعليم المفتوح يعلم علم اليقين عدم قدرة النقابة على حل الملفات الشائكة والمعقدة بها والتى لم يستطيع أى نقيب منذ عقود من الزمان أن يوفىها حقها  واتجاهها إلى أسهل الملفات (فى وجهة نظرها) وهو ملف التعليم المفتوح لتبين أنها موجودة على أرض الواقع وأنها المدافعة عن الحريات والحقوق وأنها الأسد الجسور الذى لا يسمح بوجود التعليم المفتوح على أراضيه الصلبة القوية ؟؟
إن نقابة الصحفيين مفترض فيها أن تكون مدافعة عن الحريات والحريات ليست قماشا  تقوم النقابة بتفصيلة على من تحبه ولكن الحريات هى أن تعطى من يستحق مايستحق وأن لا تخالف القانون وألا تتحايل على القانون وأن تتعامل بروح القانون.
نقابة الصحفيين نقابة حساسة جدا فهى فاكهة النقابات وَحَلْوائِهَا لأنها صوت الجماهير وباب الحريات ومتنفس المظلومين  فلا يصح أن تكون النقابة التى (المفروض) تتحدث عن الحقوق أن تسلب حقوق من أهم أولى الناس بالإنتساب إليها ؟؟ ولا يحق لها أن تكون تبعا لغيرها من النقابات (نقابة الحقوق)  التى رفضت تنفيذ أحكام القانون الواجبة النفاذ لطلاب التعليم المفتوح بأحقيتهم فى القيد بنقابة المحامين
لقد إستقر فى وجدان المجلس الأعلى للجامعات كجهة معادلة للشهادات أن شهادة التعليم المفتوح هى شهادة جامعية معادلة للشهادات النظامية من جميع النواحى وصدر قانون رسمى بذلك فلا داعى أن تقوم نقابة الصحفيين بتقمص دور المجلس الأعلى للجامعات المعادل للشهادات فهذا ليس بدورها ولا مطلوب منها ولا يحق لها أن تتقمصه من الأساس ولكن يحق لها كنقابة عمل إختبارات للقيد بها وتطبق هذه الإختبارات على جميع المتقدمين إليها مع مراعاة تنقية النقابة من الغير دارسين لعلوم الإعلام  وذلك حتى ترجع للنقابة قوتها التى نقرأ عنها فى كتب التأريخ الإعلامى ولا نجدها فى أرض الواقع بل لا نجد  الآن إلا مبنى من الطوب مكتوب عليه نقابة الصحفيين ولكن عند دخوله نجد المهندس الزراعى والمحاسب وأخصائى الخدمة الإجتماعية وبعض خريجين كليات الإعلام الذين قد صادفهم الحظ فى أن يدخلوا النقابة بعد جهد جهيد عن طريق جريدة أو مجلة قضوا فيها سنوات وسنوات بعد دراستهم الإعلامية حتى يحصلوا على كارنية النقابة ؟؟
من أراد أن يعلم مدى ضعف نقابة الصحفيين فى هذه الأيام فلينظر إلى فوضى التصريحات فى كل المجالات وفوضى الشائعات فى العديد من الجرائد والصحف وهذه الفوضى التى لها أبلغ الأثر فى الجهل المجتمعى لحقائق الأمور فى المجالات التى تم نشر الشائعات عنها .ان هذه الفوضى فى رأيى سببها عدم وجود متخصصين فى علوم الإعلام فى العديد من مصادر نشر المعلومات من الجرائد وغيرها وهذا مايلقى باللائمة على نقابة الصحفيين لقبولها غير المتخصصين فى علوم الإعلام بل ومهاجمتها لخريجين إعلام تعليم مفتوح ؟؟ بدلا من أن تقوم بقيدهم وتذليل كل العقبات التى تواجههم ليحملوا هم نشر الحقيقة دون إفراط ولا تفريط وبناء على مادرسوه من أهل الإختصاص وليس بناء على اجتهادات فكرية ليس لها أسس علمية كما يفعل غيرهم من غير المتخصصين
كان أولى بنقابة الصحفيين والتى بلغت من العمر عتيا أن تطور ثقافتها النقابية فى التعامل مع العديد من الملفات الحقيقية  الشائكة والتى لا تضعها فى أزمات مجتمعيه أو قانونيه بل وتجعل عليها اكثر من علامه تعجب.

تعليقات