فلسفات فى التعليم المفتوح (1) فلسفة النقابات فى القضاء على التعليم المفتوح

بداية أحب أن أوضح أن هذه السلسله من المقالات هى إجتهاد شخصى منى فى فهم فلسفات ومواقف  المهاجمين للتعليم المفتوح من جامعات حكومية أو خاصة أو من النقابات أومن مُدَلِّسِى الإعلام بأنواعه الورقى منه أو التليفزيونى ، فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمنى ومن الشيطان والله منه بَرَآءْ .
إن فهم فلسفة شخص ما فى قضيه ما لَهُوَ خير معين لك على محاورته ومجادلته ودحض كذبه إن وُجِدَ فى هذه القضيه ، وقضية التعليم المفتوح تعددت فيها الفلسفات من أكثر من جهه ذات صِلَهْ بالتعليم المفتوح بأسلوب مباشر مثل الجامعات و النقابات أو بأسلوب غير مباشر ومن وراء ستار مثل الجامعات الخاصه وغيرهم من أصحاب المصالح المنتفعه من سقوط التعليم المفتوح على رأس دارسيه وتزايد نمو الجامعات الخاصه .
فهناك تصريح لأحد المسئولين فى نقابة الصحفيين والذى يعكس رؤيه نقابة الصحفيين وفلسفتها إتجاه خريجى التعليم المفتوح ، حيث قال أن التعليم المفتوح يدمر النقابات المهنية ، والحقيقة أن كلامه هو حَقٌّ أُرِيدَ به باطل فالتعليم المفتوح فعلا يدمر النقابات المهنية ولكن أى نقابة يدمرها !!. 
إن التعليم المفتوح يدمر  النقابات التى تعجز عن تدفئة خزينة النقابة بما يسمح لها بقبول الأعداد الطبيعية المتزايدة من طلاب القيد فى النقابة ، ولسوء حظ طلاب التعليم المفتوح أنهم أكثر عددا من قدرة النقابة على رعايتهم كما كفل لهم القانون ذلك فالنقابات تسغى إلى تحديد نَسْلِ القيد بها ولو كان طالب القيد هو طه حسين أو عباس محمود العقاد !! ، فالنقابات لاتوجد عندها أفكار إبتكارية أو تجديدية لإنعاش خزينتها حتى تستطيع دعم منتسبيها فضلا عن طالبى القيد فيها سنويا ، ولكن توجد عندها أفكار للتخلص من طالبى القيد ولو كانوا كفائات ولو كانوا ذوى خبرة ولو كان عندهم من العلم ما عند خِضْرِ سيدنا موسى عليهما السلام !! . 
إن التعليم المفتوح  يدمر النقابات التى لا تستطيع عمل اختبارات جديه وحياديه لأى مؤهل عالى دون تمييز حتى  يتبين لها ( إن أرادت ذلك ) من يصلح للدخول للنقابه ومن لا يصلح ، والدليل على ذلك وجود أعضاء فى  النقابه من غير خريجين التعليم المفتوح يسيئون لما تعلموه فى جامعاتهم بدايه ثم للنقابات التى منحتهم كارنيهات مزاولة المهنه ثانيا  ، وكان لزاما على نقابه الصحفيين أولا عند تداولها قضيه التعليم المفتوح  أن تستخدم فلسفتها النقابيه من أجل تطهير الوسط الصحفى من الجرائد التى تنشر الشائعات أولا خصوصا الشائعات المتعلقه بخريجين التعليم المفتوح الحاصلين على مؤهلات عليا معادله لغيرها من الشهادات النظاميه شاءت النقابات ذلك أم أَبَتْ . 
إن التعليم المفتوح يُدَمِّر النقابات التى لا ضَابِطَ لتصريحاتها إلا هوى النفس والحقد من أن يكون خريج تعليم مفتوح ممسك فى يده بكارنيه النقابه مثله مثل خريج الإنتظام !! ، دون النظر إلى أن هذا الطالب ضيع من عمره 4 سنوات وقد يكون درس على كِبَرٍ من عمره رغبةً مِنهُ فى كُلِّيةٍ دخلها برغبته لا بمجموعه أو رغبة أبيه أو أهله كما يحدث مع الكثير من خريجين الإنتظام !! ، إن نقابة الصحفيين فى فلسفتها للقضاء على التعليم المفتوح قامت بخطئين رهيبين لا يصح أن يصدرا عن نقابةٍ عاديه فضلا عن أن يصدرا عن نقابة الصحفيين أو نقابة الحريات فى مصر كما تسمى !! : 
أولهما: تقليدها لنقابة المحامين فى محاولة وقف قيد خريجين التعليم المفتوح مع أن ظروف القيد بالنقابتين مختلفة تماما!! ، هذا إن صَحَّ أصلا موقف نقابة المحامين من وقف قيد خريجين التعليم المفتوح (وهو موقف غير صحيح وغير قانونى وتعسفى ) ، فنقابة المحامين لا يتقدم للقيد فيها إلا الحاصل على بكالورويس حقوق فقط ، أما نقابة الصحفيين فلا يُلْزِمُ المتقدم إليها   إلا الحصول على مؤهل عالى للقيد فيها أيا كان إسم هذا المؤهل  ولو كان بكالورويس زراعة مادام له أرشيف صحفى وعمل بجريدة معتمدة من النقابة . 
والخطأ الثانى أنها قامت بادعاء أن شهادة التعليم المفتوح هى شهاده مهنيه لاتصلح للقيد بها فى نقابه الصحفيين  رغم تأكيد المجلس الأعلى للجامعات فى أكثر من إفاده معتمده أن شهاده التعليم المفتوح هى شهاده أكاديميه ولها نفس قوه الشهاده النظاميه مثلها فى ذلك مثل شهادة الجامعات الخاصه التى تقبلها النقابات بلا قيود ، بل أقول أن شهاده التعليم المفتوح  تتفوق عن شهاده الجامعات الخاصه بأنها لا تحتاج لختم من المجلس الأعلى للجامعات فهى تختم من نفس الكليه الحاصل منها خريج التعليم المفتوح على شهادته بعكس الجامعات والمعاهد الخاصه التى تحتاج إلى ختم معادله من المجلس الأعلى للجامعات للمساواه بالشهاده النظاميه !! .
إذن ففلسفه نقابه الصحفيين مع خريجين التعليم المفتوح هى نَسْفِ الشهادة من أساسها وإثبات أن شهادة التعليم المفتوح لا ترقى أساسا إلى أن تكون شهادة عاليه مؤهله للقيد فى نقابه الصحفيين!! ، والحقيقه أنه موقف مخزى لنقابه الصحفيين (نقابه الحريات ) ومسجل فى تاريخها وفى تاريخ نقيبها الذى خرجت فى عهده  هذه التصريحات . 
إن نقابة الصحفيين قد جعلت القيد بها سَدَاحَاُ مَدَاحاُ لأى مؤهل عالى ، ولو كان معهدا تجاريا بَحْتَاُ ليس لخريجيه من العلم إلا بمقدار ما يَخْرُجْ من جيوبهم لتنتفخ جيوب أصحاب المعاهد الخاصه  !! ، ولكن حين يأتى لطلب القيد بها خريج التعليم المفتوح صاحب المؤهل العالى الذى درس 40 مقررا إعلاميا على أيدى دكاترة كلية الإعلام نفسها فهنا تقف نقابة الصحفيين فى وجه الخريجين ويهمس المنافقين والمنتفعين فى أذن النقابة قائلين لها عن التعليم المفتوح : (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل 56)  !!!!. 
وحتى تستطيع النقابة تنفيذ اهدافها الخفية غير المعلنه فلابد من آليات ،  وإن تحدثنا عن آليات نقابه الصحفيين فنحن هنا نتكلم عن جرائد ومجلات وبرامج تليفزيونية مُسَخَّرَةْ لنشر أى كلمة تؤيد النقابة سواء أكانت صحيحة أم لا ، وإلا فغضب نقابة الصحفيين على هذه الجرائد والمجلات سوف يظهر عند  تجديد قيد هذه الصحف والمجلات بالنقابة أو عند دَفْعِ هذه الصحف والمجلات بأعضائها للحصول على كارنيه النقابه الذهبى اللون الذى يفتح الأبواب المغلقه لحامله أكثر من أن يعينه على معرفه الحقائق من مصادرها  وعرضها للرأى العام .
ولا يفوتنى هنا ذكر نقابة المحامين فهى سَبَّاقه فى مخالفه القانون وضَرْبِهَاَ بأَحْكامِ القانون عَرْضِ الحائط ، فنقابة المحامين (قلعة القانون ) هى من تلاعبت وتتلاعب وستتلاعب بالقانون لمنع دخول خريجين التعليم المفتوح لنقابتها ، مع أن شهادة التعليم المفتوح هى شهادة أكاديمية معادلة لعيرها من الشهادات النظامية بقوة القانون والدستور !!،  إن الكِبْرَ والتَعَالِىْ كان من أكبر الأسباب التى منعت نقابة المحامين من أن تقبل شهادة خريج التعليم المفتوح لمجرد أن حامل هذه الشهادة ربما سبقه عليها شهادة دبلوم!! ، هذا ما تقوله نقابه المحامين فى رفضها لخريجين الحقوق تعليم مفتوح وإلا فالأسباب الحقيقية تحتفظ بها النقابه لنفسها لأنها تعلم أنها إن قامت بنشر السبب الحقيقى فى رفض خريجين التعليم المفتوح على الرأى العام فسوف يذهب ماء وجهها .  
 وقامت نقابة المحامين فى سابقة عدوانيه بتحريض المحامين فى النقابة ضد خريجين التعليم المفتوح وَخَوَّفَتْ المحامين من أنَّ خريجين التعليم المفتوح لو دخلوا النقابة سيصبح المحامين شَحَّاتِينْ!! (هذا على اعتبار أن المحامين قبل التعليم المفتوح يعيشون أحلى أيام أعمارهم وينهلون من نعيم نقابة المحامين !! ) ، وقامت النقابة الموقرة بالتلاعب بالقانون تارة وبتحريض المحامين تارة أخرى وباستخدام الصحف والبرامج الإعلامية المشهورة بالتدليس والمحاباه لنقابة المحامين لوجود مصالح مشتركه تارة ثالثة!! إلى غير ذلك من أساليب لا تصح من خصم شريف حتى تخرج من قلعة العدل التى وجود أى خلل فيها ينذر بغضب من الله ، فالعدل أساس المُلْكْ . 
أن نقابة المحامين كانت للأسف أول نقابة سَنَّتْ سُنَّهَ سيئة إتجاه خريجين التعليم المفتوح فهى التى : 

  • إستطاعت دَبَّ الفُرْقَةْ بين خريجين التعليم المفتوح أنفسهم حين تلاعبت بهم وقبلت بِدَايَةً خريجين التعليم المفتوح المسبوقه شهادتهم  بثانوى عام فقط ، وجعلت الإخوة من نفس شهادة التعليم المفتوح يتشاجرون وَيَدُبَّ الحقد فيما بينهم ، فاستطاعت نقابة المحامين بِشَقِّهَا لِلْصَفِّ أن تُرْضِىْ (مؤقتا) خريجين التعليم المفتوح المسبوقه شهادتهم بثانوى عام ، وَرَضِىَ الخريجين أصحاب الثانوى العام بما هم فيه ونَسَوا زملائهم (أو تَنَاسَوْا إن صح التعبير )أصحاب الدبلومات وإن كنت أعذرهم فهم لاطاقه لهم برفع القضايا وسياسة النفس الطويل خصوصا أن عدوهم هو نقابه المحامين وليس أى نقابه أخرى  !! ، ولكن لم تتم فرحتهم فها هى نقابة المحامين ترفض الآن جميع خريجين التعليم المفتوح سواء المسبوقه شهادتهم بالدبلوم أو الثانوى ، بالإضافة أنها تدرس وَتُلَمِّحْ إلى شَطْبِ جميع من دخلوا نقابتها سابقا من خريجين التعليم المفتوح ولو كانوا مسبوقين بثانوى عام !!! . وذلك لحين فصل القضاء فى القضايا التى رفعتها نقابة المحامين ليس لإحقاق الحق ولكن لتعطيل الحق وتضييع سنوات العمر على الخريجين ولكن الله تعالى  يقول (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (30) (الأنفال)  ، ويقول تعالى (وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (123) ( الأنعام) . 

  • استطاعت تحريض أعضاء نقابه المحامين ضد خريجين كليه الحقوق بنظام التعليم المفتوح وذلك عن طريق إيهام المحامين أن خريجين التعليم المفتوح لو دخلوا نقابة المحامين فسوف يصبح أعضائها شحاتين وَسَوف يَلْتَهِمْ خريجين التعليم المفتوح الأخضر واليابس !! ، وكأن نقابة المحامين لا تعلم أن هذا الوصف لا ينطبق إلا على يَأْجُوُجَ وَمَأْجُوُجْ الذين سيخرجون فى آخر الزمان فهم الذين سَيَلْتَهِمُوُنَ الأخضر واليابس ،  أما طلاب التعليم المفتوح فقد أصبحوا من جَرْيِهِمْ على المحاكم لأخذ حقوقهم المغتصبه  أَشْبَهَ بِجِلْدٍ على عَظْم مثل شخصيه الموظف المطحون التى كنا نقرأها فى مجلة فلاش الثقافيه حين كنا أطفالا !!. 
إن فلسفة النقابات واضحة وإن قالت غير ذلك فهى تسعى إلى الحَدِّ من قيد خريجين التعليم المفتوح بها بنفس السعى الذى تقوم به الجامعات الحكومية إلى الحَدِّ من قيد خريجين الثانوية العامة ، حينما قامت  الجامعات الحكوميه فى إحدى السنوات بمخاطبه  وزارة التربية والتعليم بعدم قدرة الجامعات على إستيعاب الكثرة العدديه السنويه من خريجين الثانويه العامه بها خصوصا فى كليات القمة كالطب والإعلام ؟ ، وكأن وزارة التربية والتعليم لها ذنب فى تفوق  طلاب الثانوية العامة وكثرة عددهم؟؟ . 
وحتى تحقق النقابات فلسفتها وهدفها الخفى من عدم قيد خريجين التعليم المفتوح فلابد من أسباب ظاهرية تقنع بها المجتمع والدولة مثل أن:

  •  الجرعة التعليمية لطلاب التعليم المفتوح قليلة ! ،  وكأن الطلاب إختاروا جرعتهم بأنفسهم !(هذا إن صح أصلا إدعاء النقابات ) . 
  •  الشهادة تعادل دبلوم مهنى! ، وكأن إفادات المجلس الأعلى للجامعات بأن الشهادة معادلة ، لم تصل بعد لنقابة المحامين! .
  •  كثير من الخريجين لا يعرفون كتابة إسمهم ! ،  وكأن خريجين الإنتظام أو الجامعات الخاصة ليس فيهم ما قيل عن غيرهم ! !.
  •  طلاب التعليم المفتوح يدمرون النقابات المهنية ؟ ، وكأن النقابات المهنيه  لا تعلم أن هناك من النقابات من  فى داخلها من المحسوبيه والمحاباه والرشوه ما يجعلها فى الأصل تحتاج لتدمير ذاتى من داخلها لتنمو على نظافه ولتخرج للمجتمع نباتا طيبا ثمره  (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ ) (الأعراف 58 ) . 
إن فلسفة النقابات فى القضاء على التعليم المفتوح هى فلسفة لاتحاول اختيار الأصلح لعضويتها ، ولكنها تحاول إختيار الأنفع لمصلحتها ، وهناك فرق بين الجملتين السابقتين فَتَنَبَّهْ . 

تعليقات