طَالِبْ تَعْلِيِمْ مَفْتُوُحْ:(وَمَاأُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِى)


وُرِدَ فى كتابِ صحيح البُخَارِىّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمْ قال (إنْ كانَ فى شىءٍ من أَدْوِيتكُمْ شفاء ففى شَرْطَةِ مَحْجَمْ أو لَذْعَةٍ بنار وماأُحِبُّ أنْ أَكْتَوِى ) وخلاصة تفسير الحديث من غير تطويل للاقتصار على الشاهد من الحديث فيما نستدل به هنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أنَّ الحِجَامَةِ فيها شفاء , والْكَىِّ بالنار فيه شفاء وذلك عند الحاجةِ إليه , والحاجة إليه ليس كل شخص يَعْرِفُهَا إلا من كان نبيا يُوحَى إليه أو طبيباً يَعْلَمُ مايفعل ويعلم إن كان المريض مُحْتَاجٌ إلى الكَىِّ أو لا , أو شخصا يعرف عيوبه فى نفسه ويعلم علم اليقين أن عيوبه لا يُصْلِحُها إلا الكَىِّ.

وأنا هنا لا أَدَّعِى العلمَ فيما أقولُ ولكِنّى أَحْسَبَهُ إجتهاداً من النوعِ الذى قِيلَ فيهِ أنَّ المجتهد المصيب له أَجْرَانْ والمجتهد المخطىء له أجرٌ واحدٌ فَقَط , حيث أنّى أرى والله اعلم  أن كثير من طلاب التعليم المفتوح يحتاجون الى الكَىِّ فى أفكارِهِم وعقولِهِمْ وذلك لسلبيَّتِهِمْ المُفْرِطَة والتى تدلُّ عليها الشواهد والأحداث من المتغيرات التى تَمُرَّ بها حياتهم التعليمية منذ دخولهم التعليم المفتوح أفواجاً إلى تخرّجِ الكثير منهم من التعليم المفتوح وهم لا يستطيعون إستنقاذ ما أعطاه لهم القانون نَصّاً وَسَلَبَتْهُ مِنْهُمْ الجامعات والنقابات واقعاً ومضموناَ.  

وما احب ان أكْتَوىِ ولكن كيف لا أكتوى وأنا كطالب تعليم مفتوح جعلت من سلبيتى المُفْرِطَهْ فى المطالبة بحقى مايجعل غيرى يرسم مستقبلى, متناسيا أن غيرى هذا هو الذى ألغى نظام دراستى وقال عنى فى الاعلام أنى لا أصلح وأنى لا أسْتَحِقَّ شَهَادَتِىْ ومع ذلك مازلتُ أنْتَظِرْ منه أن يوافق على تسجيلى بدراسات عليا أو يدافع عنى ضد ظلم النقابات , وما أَشَبِّهَ الجامعات وطلاب التعليم المفتوح إلا بما قال الإمام إبن كثير عن التَتَارِ حينما دخلوا بغداد ( كان التَتَارِيُّ إذا مَرَّ على المسلم في بغداد ولم يكن حَامِلاً سيفه يقول للمسلم إنتظر هنا حتى آتي بسيفي وأقتلك فينتظره المسلم المغلوب على أمره) فطالب التعليم المفتوح المغلوب على أمره مازال ينتظر الجامعات والنقابات ليأتىان له بالخير من دراسات عليا وتسجيل فى النقابات وهما فى الحقيقة يقولان له بلسان حالهما إنتظرنا هنا حتى نأتيكَ بقراراتٍ لِسَلْبِكَ من كل حقٍ لكَ. 

وما أُحِبُّ أن أكتوى ولكن كيف لا أكتوى وأنا كطالب تعليم مفتوح أَعْجَزُ عن المطالبة بحقى فى التسجيل كطالب دراسات عليا فى الكلية الحاصل على شهادتى منها؟ لمجرد أنَّ كُلّيَتِى ترفض أن أُسَجِّلَ فيها دراساتٌ عُلْيَاَ بحجة أَنّىِ خريج تعليم مفتوح ولو أَنّى لستُ خريج تعليم مفتوح لوافقت الكلية ؟ ومع ذلك أكتفى بالبكاء والحزن ونشر مأساتى على كل سامعٍ وقاصٍّ, وأنتظر المِسَحَّراتى فى رمضان ليحكىَ قصة ظلم الجامعات لى على كل مُتَسَحِرٍ , مع أَنَّ القانون سَاَوَىَ بينى وبين طالب التعليم النظامى وأستطيع  أن آخذ حقى بقوة القانون(إن اردت ذلك فقط).

وما أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِىِ ولكن كيف لا أَكْتَوِىْ وأَنَاَ كخريج كلية حقوق تعليم مفتوح أعجز أن أطالب بحقى فى التسجيل بالنقابة وأعجز أن أستخدم القانون الذى درسته أربع سنوات فى الحصول على حقى المسلوب منى,إن كنت كخريج حقوق أعجز بالقانون أنْ أستعيد حقى فكيف أستطيع إستعادة حقوق المظلومين فى يوم من الايام؟؟ألا أتعظ بقصة ذلك المحامى الشاب الأجنبى خريج كلية الحقوق الذى ذكر فى قصة حياته أنه بعد دراسته للقانون قام برفع قضيه على الكلية الحاصل على شهادته منها للحصول على كافة مادفعه من اموال فى دراسته وَكَسِبَ القضية ليس لِشَىْءٍ إلا لمجرد أنه أرادَ إختبار تَمَكُّنِهِ فى القانون؟ فما بَاَلِهِ بمن لا يحاول الحصول على حقه أصلاٍ؟؟.

وما أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِى ولكن كيف لا أكتوى وانا كطالب تعليم مفتوح لا أرى لى من الحق إلا ما كان موافقاً للجامعات ولأهوائهم فالجامعة تعطينى بكالوريوس ولكن عند الدراسات العليا فانا شَيْطَاَنٌ رَجِيِمْ , ومع ذلك مازلت ألتمس من الجامعات أنْ تَتَصَدَّقَ عَلَىْ وأن توافق مشكورة أن تكون لى دراسات عليا ؟ ولو رفضت الجامعات فالويل لى , وياليتنى لم تلدنى أمى  ؟ ولم أتفكر لحظة فى عقلى أنى بمجرد حصولى على شهادة معادلة للطالب النظامى فبذلك أصبحت بقوة القانون مساوياً له , ولى من الاجر مثل ماله من دون أن يُنْقِصَ ذَلِكَ من أَجْرِهِ شيئا.

وما أُحِبُّ أنْ أكتوى ولكن كيف لا أكتوى وأنا لا أجاهد من أجل ما حلمت به طوال حياتى من درجة علمية عاليه أو تسجيل فى نقابة لممارسة ما يجعل لى شأنا بين الناس , ونسيت قول الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف).

وما أحب أن أكتوى ولكن كيف لا أكتوى وأنا كطالب تعليم مفتوح لا أتقبل النَقْدَ من الغيرِ ولا أرى فى سلبيتى إلا خيراً وركوناً إلى الواقع الذى هو فى الاصل ليس واقعا وإنما ضعف صنعته بسلبيتى , فالحق لا يُمنح ولكن يُنْتَزَعُ إنتزاعاً, لقد كتبت مقالا سابقاً بعنوان (من لَزِمَ الرُّقادْ عَدِمَ المُراد) وتَفَكَّرْتُ لماذا لم يُعْجِبَ الكثير من الناس كسابِقِهِ ولم أتفكر لأنى أبحثُ عن الإعجابات أو غيرها , فأنا اكتب عن قضية ما لأناقشها لا لأجمع إعجابات , المهم أنى بعد تَفَكُّرٍ أَظُنُّ والله أعلم أنَّ السبب ربما يعود لأَنَّ المقال السابق لهُ والذى كان بعنوان (طلاب التعليم المفتوح مابين المِطْرَقَةِ والسِنْدَانِ النقابات والجامعات) قد أَعْجَبَ الكثير من الطلاب لأنه لم يتعلق بعيوبهم , أما ما كان متعلقا بعيوبهم فعلا(فيما اظن) فلم يُعْجَبَ به إلا من كان صادقا فى قرائته له وَعَلِمَ أَنَّنَاَ بنا عيوب كغيرنا ويجب ان نصلحها كما يجب على غيرنا ان يصلح نفسه وغيرنا هنا أقصد به الجامعات والنقابات فيما هو منسوب اليهم  .

وما أُحِبُّ أن أَكْتَوِى ولكن كيف لا أَكتوى وعقلى من الرُّكُودِ أَصْبَحَ لاينفع معه إلا الكَىِّ لأفكارى لإخراج السلبية الفاسدة ليعود الدم نَشِطَاً جارياً فى جسدى , فَيَنْشُطُ الجَسَدَ وتَنْتَفِضَ أعضاءَهُ لِتُبَشِّرَ بميلادِ شَخْصٍ جديد, شخصٍ لم يَنْفَعَهُ إلا الكَىّ .

تعليقات