وما أن اقتربت من الكافيتريا الا ووجدت مشهدا لم أعهده الا فى شاشات التليفزيون والتى كانت تعرض المظاهرات للمؤيدين وللمعارضين الصادقين منهم والمأجورين , رأيت شبابا تتقاتل وبنات تتضارب , فرجعت خطوتين للوراء خوفا ورعبا وسألت من الشباب من توسمت فيهم الصلاح المظهرى وقلت له على ماذا يتقاتل هؤلاء الشباب , فنظر الى الشاب باستغراب وقال لى ( دى كافيتريا تبيع بيتزا) وتركنى وانصرف, فقلت فى نفسى بيتزا؟؟ قبل الامتحان بنصف ساعة؟؟ انى من خوفى من الامتحان لم اكل سوى لقيمات , خوفا من الامتحان ومن ضياع الوقت ,
المهم دخلت فى المعركة عسى أن أظفر بكوب القهوة وما أن اقتربت الا وندمت أنى اقتربت منهم وَوَجَدّتُنى تتناقلنى الأيدى من شدة الزحام وفى نفسى أقول (ياقوم أليس منكم رجل رشيد) الى أن مَنّ الله علىّ وخرجت بكوب القهوة سالما غانما وذهبت لأحتسى كوب القهوة الى أن جائت اللحظة التى يخافها كل طالب مجتهد أو بليد فى أى جامعة , ودخلت الامتحان وتسلمت الاسئلة وبدأت فى الاجابة عسى الله أن يكرمنى بفضله.
الشاهد يااخوانى من ذكرى لهذه الحادثة أنى لا أعيب على اخوتى اهتمامهم بالأكل فكما يقال ان الدابة اذا أحسنت علفها أحسنت ركوبها , ولعل من هؤلاء الشباب من أتى من سفر للامتحان ولم يأكل ولكن والله المنظر كان أليم كان الزحام شديد وبيتزا وشاورما ... الخ . وباقى على الامتحان نصف ساعة بل أقل والله .
أقصد ياشباب الاهتمام بالعلم وبالامتحان وتقدير هذه الأوقات , والأكل لن يطير فنحن أمة نعشق الأكل عشقا ونذوب فيه ذوبا, نحن ندافع عن أنفسنا ضد من يتهمونا بأننا طلبة فَشَلَةْ ولانستحق الشهادات التى نحصل عليها ,وان كان هذا الكلام باطل وَيُرَدُّ على صاحبه بالدليل ان شاء الله الا أننا بتصرفاتنا نضع من المببرات مايجعل الجميع يهاجمنا وما يجعل المسؤلين عنا يجدون الفرص للتبرؤ منا , وحتى لا يأتى أحد الاخوة ويتهمنى بأنى مبالغ فى كلامى عن موضوع الأكل فأقول لكم انه ربما لايكون مهما ولكن حين نجمعه مع غيره من الانتقادات التى تمسنا فحينئذ يتكون ملف عنا ويكتب عليه بالخط العريض( فَشَلْ التعليم المفتوح) , نحن يُنْظَرُ الينا نظرة مختلفة عن الطلبة النظاميين فنحن لنا ظروف خاصة وأوضاع خاصة وجائتنا فرص ان لم نستغلها جيدا خسرنا كثيرا .
تعليقات
إرسال تعليق