د/ السيد تاج الدين والتعليم المفتوح. زواج لم يكتمل

400 
شخصية من الصعب أن تعرفها ولاتنجذب لها وان كنت أختلف معه فى نقاط أحتفظ بها لنفسى لكنى ماعرفت قيمة التواصل بين الأستاذ والطالب الا عن طريق د/ السيد تاج الدين من خلال تواصله مع طلاب التعليم المفتوح عن طريق جروب وضعه خصيصا للتلاحم معرفيا مع الطلاب ومحاولة حل مشاكلهم والاستماع لها , فدائما ماتجده على كثرة انشغاله ومسئولياته بحكم موقعه متابع للطلاب فى الجروب الذى خصصه لهم .

يوم أن تم تكليف الدكتور السيد تاج الدين برئاسة التعليم المفتوح لم أستشعر جديد حتى وجدت تواصله مع الطلبة على الفيس بطريقة جميلة لاتجدها الا فى الأفلام الأجنبية الدرامية التى توصف العلاقة بين الدكتور الشغوف بالعلم المحب له وبين الطالب الذى لا يشعر مع معلمه الا أنه صديق كبير له ولكن أكثر علما منه , ولكن كعادة كل مايحدث فى مصر لم يستمر الزواج بين الدكتور والتعليم المفتوح الا شهور قليلة حتى تم الانفصال أو بمعنى أدق تم الخُلْعْ بينهما , وذلك لتكليف الدكتور السيد برئاسة كلية الهندسة جامعة القاهرة وهو جدير بها , ولكنى أذكر هذا المثال الطبيب  لأدلل على أهمية العلاقة بين المعلم والطالب وأن تكون علاقة صداقة ولكن صداقة هادفة للطرفين يتعلم فيها الطالب من صديقه الأكبر سنا وقدرا وعلما ويتعلم فيها المعلم حب العطاء والبذل والصبر على الأذى فى سبيل اخراج أناس قادرين على تكملة المسيرة بنفس الثبات والطموح .

كثيرا ما كنت أتابع المناقشات مابين الدكتور وبين الطلبة وان كانت هذه المناقشات لا تخلو من شد وجذب فى المناقشة أو خروج بعض الطلبة عن آداب الحوار وأحيانا أستشعر غضب المعلم الذى يستتبعه حذف بعض الأعضاء من الجروب  لتجاوزهم فى الكلام فالمعلم مهما كان فهو بشر , ولكن فى المجمل أظنها من وجهة نظرى الفقيرة مناقشات مفيدة,  فهى أشبه بجلسات العصف الذهنى بين عدة أفراد بهدف اخراج معلومات قيمة ومفيدة للجميع.

نحتاج فى مجتمعاتنا العربية بوجه عام وفى مصر بوجه خاص الى توطيد العلاقة بين المعلم والطالب نحتاج الى أن نقوى رابط العلم بين الطالب والمعلم نحتاج أن نقوى هذا الرابط بكل السبل ولا تَقْوَىَ الروابط بدون ازالة العوائق (بضدها تتميز الأشياء) , فمن ناحية المعلم لابد من اهتمام الدولة به اهتماما خاصا ماديا واجتماعيا ونفسيا حتى لا يعوقه عائق عن الاهتمام بالطلبة وتوصيل العلم وخلاصة أفكاره لمن يحملون الرساله بعده .

 ان  الاهتمام بالمعلم الاهتمام الأمثل من الدولة لهو بمثابة تحفيز للمجتمع ككل بقيمة هذا المعلم وتحفيز للطالب بوجه خاص حين يجد معلمه قبلة اهتمام الدولة بأن يسعى هذا الطالب لأن يكون مثله لتهتم به الدولة كذلك فى يوم ما.

ومما يجدر بنا ذكره هنا تجربة سنغافورة هذه الجزيرة المنعدمة الموارد التى لم تكن لها وجود على خريطة الدول المتقدمة والنامية على حد سواء , هذه الدولة اهتمت بالعلم والعلماء فى الوقت الذى كانت معظم الدول تهتم بالبناء العسكرى , هذه الجزيرة اتخذت خطوات جادة للاهتمام بالعلم مما جعلها فى فترة صغيرة جدا نسبيا رابع أهم مركز مالى فى العلم كما يعد ميناء سنغافورة رقم 5 فى العالم من حيث النشاط ودقة التنظيم والادارة الى غير ذلك من المفاجآت التى لا تنتهى عن هذه الجزيرة .
الشاهد أن العلم هو المحرك لأى أمة فبالعلم تتوقع المصيبة باذن الله قبل حدوثها , فلابد أن تهتم الدولة بالعلم والعلماء الاهتمام الأمثل, أسال الله أن يعلمنا ماينفعنا وينفعنا بما علمنا وان يجمع علينا شتات قلوبنا.

تعليقات